الموقع الرسمي للدكتور بدر بن عادل الفقير

استاذ الجغرافيا البشرية المشارك - جامعة الملك سعود

في المحاضرة التي نظمها (رواق فنون) بجمعية الثقافة والفنون بالرياض الدكتور الفقير يكشف أن الساعة الرملية النبطية سرقها الأتراك من الحجر وأخذوا يعرضونها في اسطنبول

روافد العربية/ وسيلة الحلبي

أقام ملتقى (رواق فنون) والذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالرياض ويشرف عليه الدكتور صالح الزهراني, محاضرة بعنون ( آفاق السياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية .. النقوش والرسوم الصخرية أنموذجاً) قدمها الدكتور بدر بن عادل الفقير أستاذ قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الملك سعود, فيما أدارها أ.د. سعيد فايز السعيد, الذي بدأها بالتعريف بالمحاضر موضحاً إنه صاحب 9 كتب و14 بحثاً باللغة العربية وكتاب و4 أبحاث باللغة الانجليزية في مختلف الفنون الجغرافية (الحضرية, السياسية, السياحية والتاريخية) كما له ثلاثة مواقع على الانترنت, الموقع الاكاديمي, الموقع الشخصي, موقع الطبيعة والآثار في محافظة العلا: جوهرة سياحية, باللغتين العربية والانجليزية, بلغ إجمالي الزوار للموقعين أكثر من خمسة ملايين زائر, واشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه, إلى جانب إنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية الوطنية والدولية, متعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني, عضو في لجنة تطوير السياحة الجيولوجية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من عام 1434هـ , فاز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الأولى في عام 1435هـ في فرع الدراسات المتعلقة بجغرافية المملكة العربية السعودية من دارة الملك عبدالعزيز عن كتاب (الموارد السياحية في المملكة العربية السعودية : التوزيع والخصائص) كم فاز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب مع مجموعة من المؤلفين في دورتها الأولى عام 1435هـ في فرع الدراسات المتعلقة بآثار المملكة العربية السعودية من دارة الملك عبدالعزيز عن كتاب: كنوز من دادان.

بعدها بدأ الدكتور بدر الفقير ندوته موضحاً أن النظرة إلى المملكة العربية السعودية ظلت لفترة طويلة على أنها منطقة لم يتم اكتشافها خاصة فيما يتعلق بتاريخها القديم، فالفكرة السائدة أن الثقافات نمت وتطورت حول أودية الأنهار في بلاد الرافدين ومصر، وعلى سواحل بلاد الشام، ولكن عندما بدأت البحوث بالغوص بعيداً، تم توثيق العديد من السجلات الأثرية الأحفورية التي بينت بجلاء أن المملكة تمتعت بتراث ثقافي غاية في الثراء، وقد قاربت المحاضرة ذلك بعرض نماذج  من أحد أكبر ثرواتها الآثارية المتكونة من الآف النقوش الرسوم الصخرية التي تزين كافة بيئاتها الطبيعية، باستخدام المنهج التحليلي للرسوم الصخرية كمنتج فني تشكيلي بقي في نفس المكان ونفس السياق وبجميع محتوياته لآلاف السنين، وبالاستعانة بوسائل الإيضاح بلغت نحو200خريطة ولوحة فوتوغرافية, وضمت المحاضرة  ثلاثة محاور رئيسة، يتقدمها رسم ملامح المسرح الجغرافي، بموقعه وتضاريسية ومناخه، وكيف كرست جزيرة العرب كإحدى مناطق نشوء وترعرع الثقافات في العالم القديم منذ عصور ما قبل التاريخ وعبر العصور التاريخية، وقدم المحور الثاني موجز للعناصر الجوهرية للتراث الثقافي للمملكة منذ العصر الحجري القديم الأسفل، ومروراً بعصر الممالك العربية القديمة والوسيطة، ثم العصر الإسلامي والعصر الحديث، بالتركيز على الأدوات الحجرية، العمارة ،واللغات والكتابات، والمعثورات الأثرية من تماثيل ومجوهرات ومجامر ومزاول شمسية، والإشارة إلى التراث الشعبي من العمارة التقليدية، والصناعات الحرفية، والأطباق الشعبية، والفولكلور، وألقى, المحور الثالث الأضواء بالتفصيل على النقوش والرسوم الصخرية عبر تحديد المواقع الرئيسة للرسوم الصخرية، تاريخ وتطور الرسوم الصخرية وعلاقتها ببزوغ فجر الكتابة، وتحليل توثيق الرسوم الصخرية للملامح الثقافية للمجتمع العربي القديم في نشاطاته اليومية المتعددة كالعبادة والعزف والرقص والترفيه والمبارزة والقتال، مع تفاصيل دقيقة للأزياء والأحذية وتسريحات الشعر، ونشاطاته الاقتصادية كالصيد والرعي والزراعة والنقل وغيرها، مع تحليل لأساليب تنفيذ الرسوم من حفر ونقر وحك وتهشير واستخدام الألوان, هكذا يثبت فك شفرة إبداعات الفنانين العرب القدامى في رحلة الماضي التي استغرقت12ألف سنة خلت، على أن اراضي المملكة كانت مقراً وممراً للعديد من الثقافات المحلية في عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية، وعلى وجود افتراض  أن الرسوم الصخرية كانت الإرهاصات الأولى لاختراع الأبجدية، وعلى نجاحها الجوهري في توثيق أدق تفاصيل حياة المجتمعات العربية القديمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى أن المجتمع العربي القديم في المملكة شارك بثلاثة اختراعات غيرت من وجه الحضارة البشرية وهي الزراعة والأبجدية والعجلة, وقد دعت المحاضرة لمجموعة من التوصيات منها الضرورة القصوى لإنقاذ تجمعات النقوش والرسوم الصخرية بحمايتها من التخريب، والعمل على إنجاز موسوعة تفصيلية لها تتضمن تحديد مواقعها، وتصنيف موضوعاتها، وتحليل مدارسها الفنية التشكيلية ،على أن يتولى المهمة  فريق علمي من الجغرافيين والآثاريين والفنانين التشكيليين.

ثم جاء دور المداخلات والتي بدأتها الدكتورة لميعة عبد العزيز الجاسر – أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود قسم الجغرافيا تخصص سياحة وترويح ” حيث قالت شرفنا سعادة الدكتور بدر الفقير كجغرافيين في إنجازاته الكثيرة المتميزة ومنها هذا العمل الكبير والتقصي عن الآثار النقوش الصخرية التي اتحفنا بنتائجها في هذا المحفل، فاستمتعت واستفدت كثير من المحاضرة كونها جمعت وربطت بين الأبعاد المكانية التي ساهمت في ترسيخ السياحة الثقافية في المملكة. توصيتي: يجب أن تطرح كمقرر دراسي في مناهج الدراسة منذ الابتدائية إلى الجامعة كي ترسخ المعرفة التاريخية والأثرية لمملكتنا أكرر شكري وتقديري للدكتور وللجمعية على هذه المحاضرة القيمة والشكر موصول لسعادة الأستاذ الدكتور سعيد السعيد على تقديمه وشرح إنجازات الدكتور بدر.

فيما قال د. عبد الرحمن المديرس: تجب المحافظة على الآثار، وتوثيقها وهي كثيرة، مثل آثار سدوس، وحائل، ونجران، والعلا، وتبوك.

  ورأت د. عواطف القنيبط: أن من اللافت في صور النقوش التي استعرضها المحاضر أنها لآلات متنوعة، وتساءلت هل يوجد أنواع غير وترية؟

وقال د. صالح الزهراني تعليقا على ما عرض: إن إنسان الجزيرة العربية لم يكن بدائيا بل فنانا حقيقيا، وأشار لأهمية المحافظة على التراث، وأنه من الضروري جدا تسويقه فمن الممكن من خلاله إعادة كتابة تاريخ المنطقة. 

أما د. فتحية عقاب فقد أشارت لأن هناك ما يظهر أن المرأة مارست العزف قديما من خلال هذه الصور. ثم تساءلت: ما الذي يؤكد أن هذه الرسومات هي آلهة متعددة وخصوصا أنه هنالك ما يؤكد ذلك من نقوشهم؟

وأجاب المحاضر على سؤالها بأن هذا تخمينه الشخصي.

 

المصدر صحيفة روافد العربية

https://www.rwifd.com/?p=284801


الصور